أهمية الإيمان

إن أفضل الأعمال عند الله وأزكاها هو الإيمان؛ لما رَوى أبو ذر رضى الله عنه من سؤاله لرسول الله ﷺ بقوله " يارسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال ﷺ: الإيمان بالله والجهاد في سبيله" (رواه مسلم) وهو سبب للهداية والسعادة الدنيوية والأخروية، لقوله جل وعز{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} [الأنعام: 125] والإيمان صارف للمؤمن عن المعصية، لقوله جل وعز{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف: 201] الإيمان شَرط لقبول العمل، قال الله تعالى{ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65] ،فالإيمان الخَالِص يُبارك الله به العمل، ويتقبل به الدعوات.



بلاغ عام





Image

الحرية في منظور الإسلام

الحرية في منظور الإسلام


الحرية من أهم القيم الإسلامية ، لأنها فطرة الله التي فطر الناس عليها ،ويتميز الإنسان بها على سائر الكائنات الحية الأخرى ، ولا تتحقق إرادته إلا في جو من الحرية الكاملة الواعية التي لا تخل بمبادئ المجتمع العامة كما لا تعتدي علىحريات الآخرين .      وبعيداً عن التعريفات العبثية وأيضاً تلك التي تعتبر ردود أفعال لما صدرعن الناس تحت اسم الحرية يمكن أن نقول : إن الحرية هي تمكين الإنسان من أن يقومبدوره الطبيعي في الحياة مع يقينه بأنه سبب وجوده والموجد لحقوقه.
     وهذا التعريف يشمل أساسيات ومبادئ ويحتوي علي صور عديدة لمفهوم الحريةولهذا يجري الحديث عنه في إطارين :
أولاً : المبادئ والأطر الحاكمة لمفهوم الحرية :
1-   تمام حرية الفرد تكمن في قمة عبوديته لله تعالي وتخلصه من عبودية ماسواه :
بمجرد دخول الإنسان دين الإسلام  , والإيمان به جاء به  يضمن الحرية بالضرورة ؛ لأنه يعنى إفراد العبودية لله تعالى فلا يسمحبأي نوع من أنواع العبودية لغير الله ، وهذا هو أقصى ما يطمح إليه الإنسان منالحرية ، ففي القرآن الكريم يقول ربنا تبارك وتعالي ( ضرب الله مثلاً رجلاً فيهشركاء متشاكسون ورجلاً سلماً لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون(
والحالة الوحيدة التي يمكن أن يتخلص الإنسان فيها من كل صور الحيرة والقلقوتعدد مصادر التوجيهات لديه هي أن يكون خالصاً لله ، فقد ثبت أن الإخلاص لصورةواحدة من صور الهوى دون البقية لايمكن أن تحدث ، أم تخليص القلب لله فهو يَجُبُّ ماسواه ، ومن ثم تكون السكينة والراحة ووضوح الرؤية ، ولهذا لا نستغرب حينما يذكرالداخلون في الإسلام من أهل الغرب أن السكينة والحرية التي وجدوها في الإسلام لانظير لها ، وهم في الأصل من دعاة الحرية والتحرر .
2-حرية الاختيار بالنسبة للدين تكون عند لحظة الاختيار الأولي ، فإذا شاءآمن وإذا شاء كفر ، وهذه لا إكراه فيها وهي التي قال الله تعالي في شأنها ( لاإكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسكبالعروة الو ثقي لا انفصام لها والله سميع عليم )  يقول المفسرون : إنه كان لرجل منالأنصار من بني سالم بن عوف ابنان متنصران قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ، ثمقدما المدينة في نفر من النصارى يحملون الزيت ، فلزمهما أبوهما وقال : لا أدعكماحتى تُسلما ، فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : يا رسول الله أيدخلبعضي النار وأنا أنظر ؟ فأنزل الله تعالى : ( لا إكراه في الدين ) الآية ، فخلَّىسبيلهما .
     أما بعد الدخول في الإسلام فهو ملزم باتباع كل أوامره واجتناب كل نواهيه ،حتى لو كان قد اشترط غير ذلك عند إسلامه ، فإن ثقيف قد اشترطت عند إسلامها أن لازكاة ولاجهاد فقبل النبي صلي الله عليه وسلم إسلامهم ولما تعجب الصحابة قال لي اللهعليه وسلم
( سيتصدقون ويجاهدون إنشاء الله ) صدق صلي الله عليه وسلم ، روى أبو داودوأحمد واللفظ له بإسناد رجاله ثقات ، عن عثمان بن أبي العاص: أن وفد ثقيف قدموا علىرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزلهم المسجد ليكون أرق لقلوبهم ، فاشترطوا علىالنبي صلى الله عليه وسلم أن لا يحشروا ولا يعشروا ولا يجبوا ولا يستعمل عليهمغيرهم ) قال: ( فقال: إن لكم أن لا تحشروا ولا تعشروا ولا يستعمل عليكم غيركم ،وقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا خير في دين لا ركوع فيه ) ، ولهذا قال الإمامأحمد : يصح الإسلام علي الشرط الفاسد ثم يلزم بكل شرائع الإسلام .
ولا ننسي قصة بني إسرائيل مع نبي الله موسي عليه السلام ، حينما طلبوا أن تكونعقولهم حاكمةً علي نصوص الوحي فلا يقبلوا إلا ما يرضونه من الأحكام وهو ما يتوافقمع هواهم ، فارتفع الجبل فوق رؤوسهم كأنه مظلة تغطيهم جميعاً ثم خُيروا بين قبولالأحكام كما هي أو أن ينزل الجبل عليهم ( وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنهواقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا مافيه لعلكم تتقون ) .
وعليه فلا حجة لمن قال إنه يعلق الالتزام بالأحكام الشرعية علي رضاه أواقتناعه ، إنما يفيد الرضا والاقتناع صاحبه في الحصول علي أجر الطاعة ، أما منفعلها مضطراً فلا أجر له فيها .
3-    دوافع الأفعال شرعية وليست من هوي النفس أو إملاءات الشهوة ، وهذا هوالفرق الأساسي بين الحرية والتفلت ، قال تعالي (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضلهالله علي علم وختم علي سمعه وقلبه وجعل علي بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلاتذكرون ) وحديث النبي صلي الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي عن شداد بن أوس ( الكيسمن دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع النفس هواها وتمني علي اللهالأماني ) وهذا يعني النظر إلي العواقب قبل الشروع في الفعل ، وهذا يمثل عند أنصارالتحلل لوناً من ألوان القيود يفرضه الإنسان علي شهواته ، ولكنه في الحقيقة صمامأمان للنفس والمجتمع .
 4 –  الحرية الحقيقية في علاقتك بالآخرين تعني ارتباطك بهم طبقاً للقواعدالشرعية وليست وفقاً لقدرتك علي غلبتهم وقهرهم وانتزاع حقوقهم ، إذ أن الإنسان جزءمن مجتمع يكثر أهله وتتعارض مصالحهم في أحيان كثيرة ولهذا قال الله تعالي ( وجعلنابعضكم لبعض فتنة أتصبرون ) وطبيعة العلاقة الحسنة مرتبتان لا ثالث لهما  :
المرتبة الأولي أن إحساسك بالعلاقة بينك وبين الآخرين ينمي فيك حسن أداءالأمانة .
قال تعالي ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها ) فحياة الإنسانعبارة عن مجموعة علاقات ، مع نفسه ومع زوجه وأبنائه ، ومع أقاربه وجيرانه ، ومعزملاء العمل وغيرهم ، وكل علاقة تتولد عنها حقوق وواجبات ، والمسلم الحق يبحث أولاًعن واجبه فيسارع إلي أدائه ، ويبحث عن حقه فلا يحصل علي أكثر منه ، فإن كان ذلك فمنأين يأتي النزاع ؟ وقد ورد أن أبا بكر الصديق عيّن عمر بن الخطاب رضي الله عنهماقاضيا على المدينة ، فمكث فيهم سنة دون أن ترفع إليه شكوى فطلب من أبي بكر إعفاءهمن هذا المنصب ، فقال أبو بكر : أمنمشقة القضاء تطلب الإعفاء يا عمر ؟ فقال عمررضي الله عنه : لا يا خليفة رسول الله ، ولكن لا حاجة بي عند قوم مؤمنين ، عرف كلواحد منهم حقه ، فلم يطلب أكثر منه ، وما عليه من واجب فلم يقصر عن أداءه ، وأحب كلواحد منهم لأخيه ما يحب لنفسه إذا غاب أحدهم تفقدوه ، وإذا مرض عادوه ، وإذا افتقرأعانوه ، وإذا احتاج ساعدوه ، وإذا أصيب واسوه. دينهم النصيحة ، وخلقهم الأمربالمعروف ، والنهي عن المنكر .
    المرتبة الثانية  : في حال الاختلاف نحتكم إلي ميزان ثابت لا يجامل أحداً ولايتحامل علي أحد والرضا به علامة الإيمان الحق .
     وهي المطلوبة في حالة الاختلاف والتنازع ، وتقوم علي  أحكام الشريعة {  فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }النساء : 59 ] .
ثانياً : من صور الحرية التي نظمها الإسلام :
1-حرية التفكير: فلقد أعطى الإسلام للإنسان حرية التفكير في حدود الآداب العامة والأخلاق الفاضلة، شريطة عدم السب واللعن والكذب والقذف ، وكل ذلك بما يتفق مع المبدأ العام  .عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَضَى أَنْ لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ .  ( سنن ابن ماجه
2-حرية القول : وإذا كان الإسلام قد أعطى للإنسان حرية التفكير فإنه أعطى له أيضا حرية القولولكنها ليست مطلقة وإنما هي مقيدة فالقول الذي فيه إيذاء للآخرين حرمه الإسلام .  {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا }[ النساء : 83 ] , ( وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ) صحيح البخاري .
3-الحرية السياسية : ومن تعاليم الإسلام الحنيف أنه قرر عدم الحجر على الناس في إبداء آرائهم وشرحوجهات نظرهم في الحياة الإنسانية ومن بينها ( الحياة السياسية ) ، والحرية السياسيةليست إلا فرعاً لأصل إسلامي عام هو حرية الإنسان ، وهذه الحرية التي يقررها الإسلاميحدها قيد واحد هو التزام حدود القيم الإنسانية فلا يجوز أن يكون الرأى الذي يبديهالإنسان طعنا في الدين أو خروجا عليه فذلك مخالف للنظام العام في الدولة الإسلامية
4-حرية الكسب والتملك: مما لا شك فيه: أن العمل مكفول لكل الناس ، وقد حث الإسلام على العمل أيا كاننوعه ما دام من الأعمال المباحة ،{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ } [ البقرة : 168 ]
5 -حرية العقيدة: لقد أباحت شريعة الإسلام حرية الاعتقاد بمعني أنها لاتجبر أحداً علي اختيارمعتقد بعينه ، وعملت على صيانة هذه الحرية وحمايتها إلى أبعد الحدود { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ } [ البقرة : 256 ]

تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا

0 التعليقات:

آخر المواضيع



أذكر الله



تابعني في Google+

قصص الأنبياء والرسل





الخلفاء الراشدين

المقدمة

 لحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله خاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين، وبعد: تتناول هذه الدراسة موضوعًا شائكًا في التاريخ الإسلامي المبكر، يعد من أهم الموضوعات في مجال البحث العلمي >>>>>>>>

أبو بكر الصديق رضي الله عنه

هو عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن كعب التيمي القرشي ، ولد بمكة ونشأ سيداً من سادات قريش ومحيطاً بأنساب القبائل وأخبارها . وكانت العرب تلقبه بعالم قريش ، حرم على نفسه الخمر في الجاهلية فلم يشربها . اشتغل بالتجارة وجمع ثروة كبيرة صار بها من أثرياء قريش

   الجزء 1  الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5

عمر بن الخطاب رضي الله عنه

هو أبو حفص عمر بن الخطاب بن نفيل القرشى العدوي . ثانى الخلفاء الراشدين وأول من لقب بأمير المؤمنين . كان فى الجاهلية من أبطال قريش وأشرافهم وله السفارة فيهم ، ينافر عنهم وينذر من أرادوا إنذاره. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو قائلاً : اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك ( عمر بن الخطاب أو أبى جهل )

  الجزء 1  الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7

عثمان بن عفان رضي الله عنه

هو أبو عبد الله عثمان بن عفان بن أبى العاص بن أمية القرشى الأموى أمير المؤمنين . ذو النورين ثالث الخلفاء الراشدين وأحد المبشرين بالجنة ورابع من دخل فى الإسلام . زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته رقية ، وهاجرت معه إلى الحبشة الهجرتين ثم عاد إلى مكة وهاجر إلى المدينة .

الجزء 1  الجزء 2 الجزء3 

على بن أبى طالب رضي الله عنه

هو أبو الحسن علي بن أبى طالب بن عبد المطلب الهاشمى القرشى . أمير المؤمنين ، رابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة وابن عم النبى صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة الزهراء ووالد الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة

  الجزء 1  الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5



الأئمة الأربعة رحمهم الله تعالى

الأئمة الأربعة رحمهم الله تعالى
يقول الأستاذ الدكتور/ وهبة الزحيلي: ولقد بدأت نواة المذاهب في عصر الصحابة.... فكان - مثلاً - مذهب عائشة،

الامام مالك بن أنس رحمه الله
اجتمعت الأسرة الصغيرة ذات مساء. كما تعودت بعد كل صلاة عشاء. تتذاكر أمور الحياة والدين فيحكي الأب عما صادفه وجه النهار في متجره الصغيرة الذي يبيع فيه الحرير، وعما

الإمام الشافعي رحمه الله
على الرغم من أن الإمام الشافعي لم يكن قاضيا في مصر قط، فإن أهل مصر يسمونه "قاضي الشريعة" .. ومازال العديد من أصحاب الحاجات الذين لم ينالوا حظا من التعليم

الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله
صامت يطيل السكوت والتأمل، حزين يكاد لا يبتسم، وفي وجهه مع ذلك البشاشة وعلى قسامته الرضا، لا يتكلم إلا إذا سئل فلا يبتدر أحدا بحديث .. حتى إذا جلس

الإمام أبو حنيفة النعمان رحمه الله
فالإمام أبو حنيفة النعمان قيل عنه: ((من أراد أن يتبحر في الفقه فهو عالة على أبي حنيفة)) يعني أنّ أبا حنيفة يقع في قمة الفقهاء، ليس غريباً: أن نرى أن مذهبه انتشر

الإمام أبو حنيفة النعمان رحمه الله
فالإمام أبو حنيفة النعمان قيل عنه: ((من أراد أن يتبحر في الفقه فهو عالة على أبي حنيفة)) يعني أنّ أبا حنيفة يقع في قمة الفقهاء، ليس غريباً: أن نرى أن مذهبه انتشر