تاريخ الخلفاء الراشدين
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله خاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين، وبعد: تتناول هذه الدراسة موضوعًا شائكًا في التاريخ الإسلامي المبكر، يعد من أهم الموضوعات في مجال البحث العلمي، ويشكل استمرارًا لانتقال الأمة الإسلامية من مرحلة التحالف القبلي إلى مرحلة الدولة الإسلامية التي ابتدأت في حياة النبي، ويحدد النهج لمرحلة ما بعد عصر الرسالة، ويتضمن ملابسات تكوينه، وتطوره في ضوء ما حدث في عصر صدر الإسلام من فتوح، وما ارتبط بها ونتج عنها من صراعات سياسية، ونقاشات دينية حادة، ونزاعات حزبية وتطورات اجتماعية، ويشير مصطلح صدر الإسلام إلى عصر الخلفاء الراشدين، ويعد الارتباط بين الجانب الديني، والتطور التاريخي أحد أهم ملامحه. لقد تفاعلت عوامل مختلفة داخلية وخارجية، سياسية واجتماعية، اقتصادية ودينية؛ ساهمت، بشكل متفاوت، في رسم مسار الأحداث التاريخية، وتحديد غاياتها، ولا يمكننا استيعاب هذا التطور إلا من واقع متابعة الأحداث الأساسية المفردة، وتعقب نشاط الشخصيات التاريخية البارزة لهذا العصر، بالإضافة إلى نشاط مختلف شرائح المجتمع، والملاحظ أنه كلما توسعنا، وتعمقنا في التحليل التاريخي لأحداث هذا العصر؛ ازداد تنوع وتضارب الآراء، والتوجهات حول تقييمها. وسوف يتم تسليط الأضواء على الأحداث التاريخية، والمشكلات الاجتماعية التي واجهت المسلمين الأوائل، الناتجة عن خلافة النبي صلى الله عليه وسلم وحروب الردة، والفتوح بدءًا بخلافة أبي بكر الصديق، ومرورًا بخلافة عمر بن الخطاب، ووصولًا إلى خلافة عثمان بن عفان، وانتهاء بخلافة علي بن أبي طالب. والواقع أن قضية نظام الحكم كانت المشكلة الأولى التي واجهت المسلمين بعد وفاة النبي الذي لم يعهد لأحد بتدبير أمور المسلمين من بعده، سياسيًا بشكل خاص. |
0 التعليقات: