صفة الله وفعله
صفة الله وفعلهالواحدُ الأحدُ الأولُ القديمُ الحيُّ القيّومُ الدائمُ. الشرح: معنى الواحد الذي لا شريك له في الألوهيّة. وأمّا الأحد فقال بعض العلماء: هو بمعنى الواحد، وقال بعضهم: الأحد هو الذي لا يقبل الانقسام أي ليس جسمًا لأن الجسم يقبل الانقسام عقلًا والله ليس جسمًا. ومعنى الأوّل الذي لا ابتداءَ لوجوده فهو وحده الأوّل بهذا المعنى. وبمعناه القديم إذا أُطلق على الله لأنَّ قِدَم الله ذاتيٌّ وليس زمنيًّا، وقد وردَ في تعداد أسماء الله الحسنى القديمُ وإن لم يثبت إسناده لكن أجمعت الأمّة على جواز إطلاق القديم على الله . ذكره الزبيدي في شرح إحياء علوم الدين. وأمّا معنى الحيّ إذا وُصِف الله به أنه موصوف بحياة أزليّة أبديّة ليست بروح ولحم ودم، بل حياته صفة قديمة قائمة بذاته تقتضي صحة الاتصاف بالعلم والقدرة والإرادة. ومعنى القيّوم الدائمُ الذي لا يزول فقد سمّى الله نفسه بهذا الاسم. وأمّا الدائم فمعناه الذي لا يلحقه ولا يجوز عليه الفناء، وبمعناه الباقي، لأنه يستحيل عليه عقلًا، ولا دائم بهذا المعنى إِلا الله ، فلا شريك لله تعالى في الديْموميّة لأنَّ ديموميته استحقَّها لذاته لا شىء غيره أَوْجَبَ له ذلك، وأَمَّا ديموميّة غيره كالجنّة والنار فهي ليسَت ذاتيّة بل هما شاءَ الله لهما البقاء، أَمَّا من حيث ذاتُهما فيجوز عليهما عقلًا الفناء، لكن ورد في الشرع بقاؤهما بنص القرءان والسنّة النبوية وأجماع الأمة، ولذلك فإن القول بفنائهما أو فناء النار دون الجنّة كفر. الخالقُ الرازقُ العالِمُ القديرُ الفعَّالُ لِمَا يُريد، ما شاء الله كان وما لم يشأْ لم يكن. الشرح: معنى الخالق أنّه الذي أبدع وكَوَّنَ جميعَ الحادثات، فما سوى الله تعالى حدث بخلقه تعالى وتكوينه وإبداعه، والخلق هو الإِبراز من العدم إلى الوجود فلا خالق بهذا المعنى إِلا الله . أَمَّا قوله تعالى:{فتبارك الله أحسن الخالقين} [سورة المؤمنون] فمعناه أَنَّ الله أحسن المقدِّرين لأنَّ تقديره لا يخطىء ولا يتغيّر وتقدير غيره يجوز عليه الخطأ والتغيّر، فيجوز بهذا المعنى أي التقدير إطلاق الخلق على غير الله كما قال زهيرٌ الشاعر في وصف ممدوحه هَرِم بن سنان: [الكامل] ولأنتَ تفري ما خَلَقْت وبعْـــض القوم يخلقُ ثم لا يفري. معناه أنت تقدِّر وتنفِّذ وبعض الناس يقدِّرون ولا ينفِّذون، أي أنت لك مَزيَّةٌ بذلك. كما أنه يأتي بمعنى التصوير كَمَا قال تعالى في حقّ عيسى: {وإذ تخلق من الطين بهيأة الطير} [سورة المائدة] وكما أنَّه يطلق على افتراء الكذب قال تعالى: {وتخلقون إفكا} [سورة العنكبوت] أي تفترون الكذب. ومعنى الرَّازق الذي يوصل الأرزاق إلى عباده. ومعنى العالم المتّصف بالعلم، فالله موصوفٌ بعلمٍ أزليّ أبديّ لا يتغيَّر، فهو عالِمٌ لا كالعلماء لأنَّ علم غيره حادثٌ. ومعنى القدير المتَّصف بالقدرة، وهي صفةٌ أزليّةٌ أبديةٌ يؤثّر بها في الممكنات أي في كل ما يجوز في العقل وجوده وعدمه، بها يوجِد ويُعْدِم. وبمعناه القادر إِلا أنَّ القدير أبْلغ لأن معنى القادر المتّصف بالقدرة، وأمَّا القدير فمعناه له قدرة تامَّة. ومعنى الفعّال لِمَا يُريد أنه قادرٌ على تكوين ما سبقت به إرادته، لا يعجزه عن ذلك شىء ولا يمانعه أحدٌ، ولا يحتاج إلى استعانة بغيره، ولا تخلّف لمراده. ومعنى ما شاء الله كان وما لم يشأْ لم يكن، أن كل ما شاء الله في الأزل أن يكون كان وما لم يشأ الله في الأَزل أن يكون لا يكون، ولا تتغيّر مشيئته لأنَّ تغيّر المشيئة دليلُ الحدوث، والحدوثُ مستحيلٌ على الله ، فهو على حسب مشيئته الأزليّة يغيِّر المخلوقات من غير أن تتغيّر مشيئته. وهذا اللفظ أجمع عليه المسلمون سَلَفُهم وخلفُهم وهو مأخوذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد روى أبو داود في سننه أنه صلى الله عليه وسلم علّم بعض بناته: "ما شاء الله كان وما لم يشأْ لم يكن" وَلَم يُخالف فيه إلا المعتزلة ومن اتَّبعهم. فكل ما شاءَ الله في الأَزل وجوده دخل في الوجود وما لم يشأ الله في الأَزل وجوده لا يدخل في الوجود ولو دعا داعٍ أو تصدّق متصدّق. [الذي] لا حول ولا قوَّة إِلا [به الموصوفُ] بكل كمالٍ يليق به [المنزَّهُ] عن كل نقصٍ [في حقِّه]. الشرح: أمَّا لا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم فقد ثَبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رغَّب فيه وورد عنه هذا اللفظ بكماله، وثبت عنه بدون زيادة "العليّ العظيم"، فمن شَاءَ ذكر لا حول ولا قوَّة إلا بالله ، ومن شاءَ ذكر لا حول ولا قوّة إِلا بالله العليّ العظيم، وقد ورد أيضًا بزيادة العزيز الحكيم. ومعنى لا حول ولا قوّة إلا بالله أي لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوّة على طاعة الله إلا بعون الله ، كما ورد ذلك في الحديث الصحيح. والله تعالى موصوفٌ بكل كمالٍ يليق به، وإنَّما قُيّدت هذه العبارة بلفظ يليق به لأنَّ الكمالَ إِمَّا أنْ يكون كمالا في حقّ الله وفي حقّ غيره كالعلم أو لا كالوصف بالجبّار مدحٌ في حقّ الله وذمٌّ في حقّ الإنسان، وكالوصف برجاحة العقل مدح في حقّ الإنسان ولا يجوز أن يوصف الله بذلك، فكما أنَّه تعالى متّصفٌ بكل كمالٍ في حقّه فهو منزَّهٌ عن كل نقصٍ أي ما لا يليق به تعالى كالجهل والعجز والمكان والحيِّز واللون والحدّ، قال أبو جعفر الطحاوي أحمد بن سلامة المتوفَى في أوّل القرن الرَّابع الهجري في عقيدته التي ذكر أنّها بيان عقيدة أهل السُّنّة والجماعة عقيدةِ أبي حنيفة وصاحبَيْه أبي يوسف القاضي ومحمّد بن الحسن الشَيباني وهم من أئمَّة السَّلف: "لا تحويه الجهات الستّ كسائر المبتدعات"، معناه لا يجوز على الله أن يكون محدودًا فإذًا هو منزَّهٌ عن أن يكون جالسًا لأن المتّصف بالجلوس لا بُدَّ أنْ يكون محدودًا، والمحدود يحتاج إلى من حدّه بذلك الحدّ ولا يجوز أن يحُدَّ نفسه بحدّ يكون عليه لأنَّ معنى ذلك أنّه خلق نفسه وذلك محال لأن الشىء لا يخلق نفسه. ليسَ كمثلِهِ شىءٌ وهوَ السَّميعُ البصيرُ، فهو القديمُ وما سواهُ حادثٌ وهوَ الخالقُ وما سواهُ مخلوقٌ. الشرح: الله موصوفٌ بأنَّه ليس كمثله شىء من اللطائف والكثائف والعلويّات والسفليّات، وقد يأتي بعضُ أهل الوحدة المطلقة بلفظ متناقض فيقول أحدهم: ليس كمثله شىء وهو عين كل شىء، ومنهم من يقول بأنّه عين الأَشياء، يعنون بذلك أنَّ الله جُمْلةُ العالَم وأفراد العالَم أجزاءٌ منه، وقد قال بعضهم: أنا جزءٌ من الله . ويقول بعضهم أحيانًا لشخصٍ: أنتَ الله ، وهذا الجدار الله . فهؤلاء لا تأويل لكلامهم ولا يجوز الشكّ في كفرهم. قال أهل الحقّ: إن الله هو الأزلي الذي لا ابتداء لوجوده، وما سواه فهو حادث. ومعنى قوله: فهو القديم وما سواه حادث وهو الخالق وما سواه مخلوق، أن العالَم حادث الجنس والأفراد وخالفت الفلاسفةُ في ذلك فقال قسمٌ منهم: "العالَم العلويّ أزليّ بمادته وأفراده" ومن هؤلاء أرسطو وتَبِعَهُ ابنُ سينا والفارابي، وقال بعضهم: "العالَم قديم الجنسِ والنوعِ حادث الأَفراد"، وهؤلاء متأخّرو الفلاسفة وتبعهم أبو العبّاس أحمد بن تيمية من غير أن ينسِبَ نفسه إلى اتّباعهم بل نَسَبَ ذلك زورًا وبهتانًا إلى أئمَّة الحديث. قال الإِمام بدر الدين الزركشي في الفريقين: "وضلَّلهم المسلمون وكفّروهم" معناه أَنَّ الفريقين كفّارٌ بالإجماع. وذكر تلك العقيدة الفاسدة أي أنَّ العالم أزليٌّ بنوعه حادث بأفراده ابن تيمية في خمسة من كتبه: منهاج السُّنّة النبويّة، وموافقة صريح المعقول لصحيح المنقول، وكتاب شرح حديث النزول، وكتاب شرح حديث عمران بن حصين، وكتاب نقد مراتب الإجماع. وقد رأيت ذلك بعيني فيها، وقال جلال الدين الدَّوانيّ في شرح العضديّة: وقد رأيت في تأليف لأبي العبّاس أحمد بن تيمية القول بالقدم الجنسي في العرش. والدَّوانيّ من علماء القرن التاسع ترجمه السخاوي وقال فيه: ثقة.
[فكلُّ حادثٍ دخلَ في الوجودِ من الأعيانِ والأعمالِ من الذَّرةِ إلى
العرشِ، ومن كلّ حركةٍ للعبادِ وسكونٍ والنوايا والخواطرِ فهو بخلقِ
الله لم يخلقهُ أحدٌ سوى الله ، لا طبيعةٌ ولا علّةٌ بل دخولُهُ في
الوجودِ بمشيئةِ الله وقدرتِهِ، بتقديرهِ وعلمهِ الأزليّ لقولِ الله
تعالى:{وخلق كل شىء} [سورة الفرقان] أي أحدثَهُ من العدمِ إلى الوجودِ
فلا خلْقَ بهذا المعنى لغيرِ الله ، قال الله تعالى:{هل من خالق غير
الله} [سورة فاطر] قال النَّسفِيّ: فإذا ضربَ إنسانٌ زجاجًا بحجرٍ
فكسرهُ، فالضربُ والكسرُ والانكسارُ بخلقِ الله تعالى، فليسَ للعبدِ
إلا الكسبُ، وأمّا الخلقُ فليسَ لغيرِ الله قال الله تعالى: {لها ما
كسبت وعليها ما اكتسبت} [سورة البقرة].
الشرح: أن كل ما دخل في الوجود أي وُجدَ بعد أن كان معدومًا من الأعيان أي الأجسام ونحوها مما يقوم بذاته، والأعمال والنوايا والخواطر هو بخلق الله تعالى، وهذا موافق ومنسجم مع قول النبيّ صلى الله عليه وسلم : "إن قلوب بني ءادم بين إصبعين من أصابع الرَّحمن يقلبها كيف يشاء"؛ فيدخل في ذلك أعمال العباد الاختيارية وغير الاختيارية، وخالفت في ذلك المعتزلة في أفعال العبد الاختيارية فقالت: إن العبد هو خالقها. فكفَّرهم العلماء المحقّقون كأبي منصور البغدادي، والإمام البُلقيني _ وهو من أكابر أصحاب الوجوه من الشافعية، والإمام أبي الحسن شيث بن إبراهيم المالكي وغيرهم؛ وكذَّبت في ذلك المعتزلة قول الله تعالى: {وخلق كل شىء}وقوله {هل من خالق غير الله} وغيرهما، ومعنى الخلق هنا الإِبراز من العدم إلى الوجود؛ ولفظة شىء في هذا الموضع شاملة لكل ما دخل في الوجود. ثم إنه لا يصح أن تكون الطبيعة خالقة لشىء من الأشياء لأن الطبيعة لا إرادة لها ولا مشيئة ولا اختيار، وكذلك العلّة لا يصح أن تكون خالقة لشىء من الأشياء فليس للعبد من عمله إلا الكسب وهو توجيه العبد قصده وإرادته نحو العمل فيخلقه الله عند ذلك قال تعالى:{لها ما كسبت} أي من الخير {وعليها ما اكتسبت} أي من الشر. فأثبت الله تعالى الخلق لنفسه وتمدَّح بذلك لأنه شىء يختص به، وأثبت للعبد الكسب. وهذا هو المذهب الحقّ. وكلامُهُ قديمٌ كسائِرِ صفاتِهِ لأنَّه سبحانَهُ مباينٌ لجميعِ المخلوقاتِ في الذّاتِ والصِّفاتِ والأَفعالِ سبحانَهُ وتعالى عمَّا يقولُ الظالمونَ عُلُوًّا كبيرًا. الشرح: معناه أَنَّ كلامَ الله الذي هو صفة ذاته قديم أزليٌّ لا ابتداءَ له، وما كان كذلك فلا يكون حرفًا وصوتًا؛ القرءان والتوراة والإِنجيل والزَّبور وسَائر كتب الله إن قُصد بها الكلام الذاتي فهي أزليّة ليس بحرف ولا صوت، وإن قُصد بها اللفظ المنزّل الذي بعضه بلغة العرب وبعضه بالعبرانيّة وبعضه بالسُّريانية فهو حادثٌ مخلوقٌ لله لكنها لَيْسَت من تصنيف مَلَك ولا بَشَر، فهي عباراتٌ عن الكلام الذاتيّ الذي لا يوصف بأنّه عربيٌّ ولا بأنّه عبرانيٌّ ولا بأنّه سُريانيٌّ، وكلٌّ يُطلق عليه كلام الله ، أي أنَّ صفةَ الكلام القائمة بذات الله يُقال له كلام الله واللفظ المنزَّل الذي هو عبارة عنه يقال له كلام الله ؛ فتبيَّن أَنَّ القرءانَ له إطلاقان: الأول إطلاقه على الكلام الذاتي الذي ليس هو بحرفٍ ولا صوت ولا لغة عربية ولا غيرها، والثاني إطلاقه على اللفظ المنزَّل الذي يقرؤه المؤمنون. وتقريب ذلك أنَّ لفظ الجلالة (الله ) عبارة عن ذات أزليّ قديم أبديّ، فإذا قلنا: نعبد الله ، فذلك الذات هو المقصود وإذا كُتِبَ هذا اللفظ فقيل: ما هذا؟ يُقال: الله ، بمعنى أنَّ هذه الحروف تدلّ على ذلك الذات الأزليّ الأَبديّ لا بمعنى أَنَّ هذه الحروف هي الذات الذي نعبده، فصفة الكلام أزليّة أبديّة لا يجوز أن تكون حرفًا أو صوتًا لأنَّ الحرف والصوت مخلوقان بالمشاهدة، فكما أنَّ صفاته من العِلم والقدرة والإِرادة وغير ذلك أزليّة قديمة كذلك كلامه الذاتي أزليٌّ قديم ليس حرفًا ولا صوتًا، وذلك لأَنَّه سبحانه مباينٌ أي غير مشابِه لجميع المخلوقات في الذات أي ذاته لا يشبه ذوات المخلوقات، والصِّفات فصفاته لا تشبه صفات المخلوقات، والفعل أي فعله لا يشبه فعل المخلوقات لأنَّ فعل الله تعالى أزليّ أبديّ والمفعول حادث، كما أنَّ قدرةَ الله تعالى أزليّة ومقدوره حادث، فنحن العوالم كلنا مقدورون لله تعالى أوجدنا بقدرة أزليّة أبديّة. قال الإِمام أبو حنيفة رضي الله عنه والبخاري رحمهما الله تعالى: "فعله تعالى صفةٌ له في الأَزل والمفعول حادث". ومعنى "سبحانه" تنزيه أي تنزيهًا لله تعالى؛ ومعنى تعالى تنزّه. وهو تبارك وتعالى متعالٍ أي متنزّه عمّا يقول الظالمون أي الكافرون، ولمّا كان الكفر هو أعلى الظلم وأكبره وأشدّه أطلق الله في القرءان الظالمين وأراد به الكافرين لأنَّ كلَّ الظلم الذي هو دون الكفر بالنسبة إلى الكفر كلا ظلمٍ. قال تعالى: {والكافرون هم الظالمون} [سورة البقرة].
[فيتلخصُ مِن معنَى مَا مَضَى
إِثبات
ثلاثَ عشرةَ
صفةً لله تعالى
تكرَّرَ ذِكرُها في
القرآن
إمَّا لفظًا وإما معنًى كَثيرًا وهي: الوُجودُ والوَحدانيةُ والقِدمُ
أي الأزليةُ والبَقاءُ وقِيامُهُ بنفسِهِ والقُدرةُ والإِرادةُ
والعِلمُ والسَمْعُ والبَصَرُ والحَيَاةُ والكَلامُ وتنزُّهُهُ عنِ
المشابهةِ للحادثِ. فلمَّا كانت هذهِ الصّفات ذِكرُها كَثيرًا في
النُّصوصِ الشرعِيّةِ قَالَ العلماءُ: يجبُ معرِفَتها وُجوبًا
عَينيًّا].
الشرح: أنه يتلخص من معنى ما مضى إثبات ثلاث عشرة صفة لله تعالى تكرر ذكرها في القرءان إما باللفظ وإما بالمعنى وهي: * الوجود: قال الله تعالى: {أفي الله شك} [سورة إبراهيم] وقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : "كان الله ولم يكن شىء غيره". * والوحدانية: قال الله تعالى: {لو كان فيهما ءالهة إلا الله لفسدتا} [سورة الأنبياء]. * والقِدم: قال الله تعالى: {هو الأول والآخر} [سورة الحديد]. * والبقاء: قال الله تعالى: {ويبقى وجه ربك} [سورة الرحمن] أي ذاته. * والقيام بالنفس: قال الله تعالى: {فإن الله غني عن العالمين} [سورة ءال عمران]. * والقدرة: قال الله تعالى: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم }[سورة الأنعام]. * والإِرادة: أي المشيئة قال الله تعالى: {وما تشاؤن إلا أن يشاء الله رب العالمين} [سورة التكوير]. * والعِلم: قال الله تعالى: {وأن الله قد أحاط بكل شىء علماً} [سورة الطلاق]. * والسمع والبصر: قال الله تعالى: {وهو السميع البصير} [سورة الشورى]. * والحياة: قال الله تعالى: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [سورة البقرة]. * والكلام: قال الله تعالى: {وكلم الله موسى تكليماً} [سورة النساء]. * والتنزّه عن المشابهة للحادث: قال الله تعالى: {ليس كمثله شىء} [سورة الشورى]. ويجب معرفة هذه الصفات وجوبًا عينيًّا كما ذكر ذلك السنوسي صاحب العقيدة السنوسية والشرنوبي والفضالي وغيرهم.
[فَلمَّا ثبتَتِ الأَزليةُ لذَاتِ الله وجبَ أَن تكونَ صفاتُهُ أزليّة
لأنَّ حُدوثَ الصّفةِ يستلزمُ حدوثَ الذَّاتِ].
الشرح: هذه الصفات الثلاث عشرة أزلية بأزلية الذات لأنه لو كان يحدث في ذات الله تعالى حوادث لوجب أن يكون ذاته حادثًا فلما ثبت في العقل قِدم الله تعالى وأزليته ثبوتًا قطعيًّا وجب أن تكون صفاته أزلية. |
0 التعليقات: