بسم الله
الرحمن الرحيم
لو عدنا إلى القرآن الكريم :
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا
مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا
اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى
لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ
أَمْناً يَعْبُدُونَنِي)
[سورة النور : 55]
المسلمون اليوم لا يعبدون الله ، بل يؤدون الشعائر
الإسلامية ، يؤدون الطقوس بحسب فهمهم ، ليس في الإسلام
طقوس ، في الإسلام عبادات ، تؤدى العبادات الشعائرية ،
وترمى العبادات التعاملية وراء ظهورهم ، لا صدق ، ولا
أمانة ، ولا استقامة ، ولا إنصاف ، ولا عدل ، ولا رحمة
إطلاقاً ، من البنية التحتية ، دعك من الذي فوق ،
البنية التحتية ، المجتمع الإسلامي في أدنى طبقاته ظلم
أسري لا يعلمه إلا الله ، ظلم الأزواج لزوجاتهم شيء لا
يصدق ، ظلم الآباء لأبنائهم ، ظلم الآباء لبناتهم ،
ظلم رب العمل لعماله ، هناك أخطاء فادحة نرتكبها ، مع
أننا نصلي ، كيف توازنَّا أن نقوم بأعمال تخالف منهج
الله عز وجل ، تخالف العدل ، تخالف الاستقامة ، تخالف
الرحمة ، تخالف الإنصاف ، ونصلي ؟
حقائق مُرّة ما لها مِن دافع :
1 ـ الله لا يغير نعمة قوم حتى يغيروا
ما بأنفسهم:
الله عز وجل يقول :
(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ
مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى
يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
[سورة الأنفال : 53]
هذا هو الجواب القرآني .
2 ـ المسلمون بين إضاعة الصلاة واتباع
الشهوات:
جواب آخر :
(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ
أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ
فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً )
[سورة مريم ]
3 ـ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا
ما بأنفسهم:
جواب ثالث :
(إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا
بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
[سورة الرعد : 11]
4 ـ إن الله لا يمكّن إلا دينا ارتضاه
للناس:
جواب رابع :
(وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ
الَّذِي ارْتَضَى لَهُم)
[سورة النور : 55]
وعد الله بتمكين الدين الذي يرتضيه لا فهماً سقيماً
للدين ، لا ديناً أساسه المظاهر ، أساسه التباهي ،
أساسه الألقاب ، أساسه الحفلات ، دين الاستقامة ، دين
الخوف من الله ، دين الالتزام ، دين الوقوف عند حدود
الله .
5 ـ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ
أَنْفُسِكُمْ:
هناك حقيقة : أن تقول : مَن فعل هذا بنا ؟ إياك ،
ثم إياك ، ثم إياك أن تتهم جهة أخرى ، تارة تقول :
استعمار ، وتارة تقول : صهيونة ، وتارة تقول : تآمر
الإمبريالية في العالم ، تارة تقول : الموساد ، قل :
نحن ، قال تعالى :
(قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ)
[سورة آل عمران : 165]
(أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ
قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا
قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ)
[سورة آل عمران : 165]
كن بطلاً وواجه الحقيقة ، نحن المخطئون ، كل الذي
أصابنا بسبب أخطائنا لا تعزو خطأً للآخرين ، الآخرون
أعداء شأن العدو أن يستغل الفرص هذا شأنه ، شأن أي عدو
على وجه الأرض من آدم إلى يوم القيامة أن يستفيد من
ضعف الطرف الآخر وأكثر قوة أعدائنا من ضعفنا من تفرقنا
، بربكم هذا الذي يحدث في فلسطين ، إنسان يركب مركبة
من القادة ، فجأة يأتيه صاروخ ، من أعطى العدو أن هذا
الإنسان في هذه المركبة ؟ إنسان في بيت فيقصف البيت ،
أكثر قوة العدو من معلومات نحن أعطيناه إياها ، نحن
مخترقَون ، هؤلاء الذين استطاعوا أن يذلوا جيش العدو
لم يخترقوا ، نحن مخترقون ، كن بطلاً ، وواجه الحقيقة
، الأخطاء من عندنا ، قال تعالى :
(أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ
قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا
قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ)
[سورة آل عمران : 165]
6 ـ اتَّهم نفسك ، والعدو هو العدو:
لا تتهم أحداً ، شأن العدو أن يهجم عليك ، شأن
العدو أن يستغل ضعفك ، شأن العدو أن يمزق وحدتك ، شأن
العدو أن يستغل الفرقة ، هذا الذي يحصل في العراق
يومياً ، مئة قتيل يومياً ، قال تعالى :
(قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ)
[سورة آل عمران : 165]
ليس الأوان أن نغطي أخطاءنا بالقضاء والقدر ، ليس
الأوان أن نبرر تخلفنا بمؤامرات خارجية ، هذا شأن
العدو ، والعدو هو العدو ، لا يتغير ، ولا يتبدل ، قال
تعالى :
(قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ)
[سورة آل عمران : 165]
في اللحظة التي نؤمن أن الذي يحصل في بلادنا من صنع
أنفسنا ، من ضعفنا ، من تخلفنا ، من فرقتنا ، من تشر
ذمنا ، من أن بأسنا بيننا ، من اختلافاتنا السخيفة
ندرك حقيقة المشكلة وأسبابها .
ماذا أقول ، والله هناك حقائق ما كنت أتمنى أن أقولها
على منبر رسول الله ، ولكن الحقيقة المرة أفضل ألف مرة
من الوهم المريح .
7 ـ ما أكثر المسلمين عددًا ، وما
أقلّهم تأثيرا وإنتاجًا ، وما أعظمهم تخلُّفًا:
المسلمون ربع سكان العالم ، الإحصاء الدقيق مليار
وخمسمئة مليون إنسان ، صدقوا ، ولا تتوهموا المبالغة :
كان الواحد من أصحاب رسول الله الواحد بألف ، بل
بمليون ، بينما المليون من هؤلاء المسلمين الغارقين في
شهواتهم ، وفي أنانيتهم ، وفي حظوظهم ، هؤلاء المليون
منهم لا بواحد بل بأفٍّ ، يكاد أهلنا في فلسطين يموتون
من الجوع من الحصار ، ليته حصاراً أمريكياً ، ليته
حصاراً إسرائيلياً ، هو حصار عربي ، لا طعام ، ولا
شراب ، وهم صابرون ، وصامدون ، والمطاعم عندنا ممتلئة
، والناس في بحبوحة .
ما الذي حصل ؟ شيء لا يصدق ، المسلمون يساوون ربع سكان
العالم ، لكن حصتهم من الثروة العالمية 6% فقط ربع
سكان الأرض بيدهم 6% من ثروات العالم ، ثلثا فقراء
العالم الذين يعيشون في أقل من دولارين يومياً من
المسلمين ، لا يوجد بلد إسلامي واحد من البلدان
الثلاثين التي صنفت على أنها أغنى ثلاثين دولة في
العالم ، ولا بلد إسلامي مع أغنى ثلاثين بلدة في
العالم .
عندي إحصاء شركة سيارات يابانية أرباحها السنوية تساوي
الدخل القومي لدولة عربية إسلامية تعد سبعين مليونًا ،
الدخل القومي بكامله لشركة واحدة أرباحها تزيد على
الدخل القومي لبلد عربي إسلامي يعد سكانه سبعون
مليوناً ، هناك تخلف كبير ، عندنا شباب ، عندنا ثروات
، عندنا موقع اقتصادي ، قبل أن تحاول نشر الإسلام في
العالم أصلح ذات بينك ، أصلح مجتمعك ألغٍ الفقر ، هيئ
فرص العمل .
خمسون ألف منتج من الطراز الأول ليس في بلاد المسلمين
بلد واحد يملك من هذه المنتجات منتجا واحدا ، كلها من
بلاد أجنبية .
8 ـ المسلمون أكثر الناس مديونية
وفقراً:
مديونية الدول الإسلامية تقدر بمئات المليارات من
الدولارات ، الاكتفاء الذاتي عند المسلمين ينخفض بشكل
مستمر ، الفرد المسلم يعيش متوسط حياة أقل بعشرين سنة
من متوسط الحياة في البلاد الغربية ، مرض ، وفقر ،
وجهل .
9 ـ هذا هو حال الشباب المسلم في
البلاد الإسلامية:
أعلى نسبة مدخنين في العالم في البلاد الإسلامية ،
وأعلى نسبة أرباح تجنيها معامل الدخان من البلاد
الإسلامية ، 40% من الشباب المسلم المتعلم الذين
يحملون شهادات عليا لا يحصلون على مهنة لائقة في
بلدانهم ، لذلك يهاجرون ، أينما ذهبت تجد المهاجرين من
المسلمين بالملايين ، البطالة في العالم بين أربعة
وخمسة وستة ، البطالة الصارخة عند المسلمين 20%
والبطالة المقنعة يعني دخل رمزي لا يكفي صاحبه خمسة
أيام 60% ، والله في حالات فقر في بلاد المسلمين يندى
لها الجبين ، والله هناك من رأى رأي العين أناساً
يشترون أرجل الدجاج فقط ، هذا طعام الكلاب فقط .
10 ـ كل المسلمين مسؤولون في انتشار
الفساد والأمراض:
أين نحن ، قبل أن تنشر دينك في الآفاق أصلح شأنك
الداخلي ، انظر إلى هذه الأمة ، كل واحد منا مسؤول ،
إياك أن تلقي التهمة على جهة واحدة ، هذا كلام فارغ ،
كل واحد منا مسؤول ، هذا الفلاح الذي يشتري الهرمون
الممنوع عالمياً يشتريه تهريباً لينمي ثمره ، ويسبب
السرطان للناس ، هذا إنسان مسؤول أيضاً ، الدواء ممنوع
، لكنه يشترى تهريباً ، وتبخ به النباتات كي تنمو
الثمرة ليكون البيع بسعر أعلى ، هذا إنسان يسهم في
تخلف الأمة وانتشار أمراض ، بعض الأدوية ترش على بعض
الفواكه ، مَن يأكل هذه الفواكه ، قبل ستة أشهر من مضي
الرش قد يصاب بالسرطان ، نسب السرطان مرتفعة بعشرين
ضعف أيها الإخوة .
أنا كنت في الخمسينيات كل سنتين أو ثلاث أسمع بواحد
أصيب بالسرطان ، الآن كل أسبوع أسمع ممن حولي بإنسان
أصيب بالسرطان ، من هذه الأدوية الكيماوية ، من الخطأ
في حياتنا ، من الماء الملوث .
11 ـ انتشار نسبة العازفين عن الزواج
والعزَّاب:
فيما يتعلق بالزواج 40% من الفتيات دون العشرين غير
متزوجات ، النسبة الحقيقية 50% من نساء هذا البلد
الطيب من دون زوج ، 50% من نساء سوريا من دون زوج .
هذه حقائق ، هذه حقائق دقيقة جداً اجتماعية ، اقتصادية
، صحية ، تعليمية ، مهنية .
12 ـ النهوض بالأمة كلٌُّ بحسب موقعه:
ما لم ننهض كل واحد يقدر بعمله ، واختصاصه ، أن
يخدم هذه الأمة ، بإتقان عمله ، إعطاء سعر معتدل ،
معاملة طيبة ، أنت باختصاصك يمكن أن تسهم في قوة هذه
الأمة ، لا أطالبكم فوق ما تستطيعون ، كل واحد مسؤول
عن بيته وعن عمله ، الفتيات اللواتي في الطرقات كاسيات
عاريات ، معظمهم من بيوت مسلمة ، ومعظم آبائهم في
رمضان يرتادون المساجد ، كيف سمحت لابنتك أن تثير
الشهوات في الشباب ؟ التقاليد الغربية ، ومصممو
الأزياء آلهة لنا آلهة ، نحن تحت رحمتهم أي شيء
يفعلونه نفعله .
والله في هذا المسجد جاءني شاب مبعوث من قبل والده ،
نظرت إلى بنطاله ، فإذا فيه ثقوب ، والله رفقت له ،
وكتبت عندي في مذكرتي أن أهيئ له بعض الألبسة ، فإذا
به ابن إنسان غني ، لكن هذا بنطال فيه ثقوب موديل جديد
، لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ، الآن البنطال فيه رقع ،
وفيه ثقوب ، لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ، هذه أمة هذه ؟
13 ـ لا بد من مواجهة الحقائق
المؤلمة:
تعودوا الكلام المر ، واجهوا الحقائق المؤلمة ،
كفانا أن نقول : نحن أمة عظيمة ، الآن لسنا عظماء ،
الله عز وجل قال ـ وقيسوا على ذلك ـ :
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى
نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ)
[سورة المائدة : 18]
ردّ الله عليهم فقال :
(قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ
بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ)
[سورة المائدة : 18]
نحن أمة ليس لنا ولا ميزة أبداً إطلاقاً ، لا تقل :
نحن أمة مختارة ، لقد كنا مختارين ، لا تقل : نحن أمة
رسول الله ، لا تقل : نحن الأمة المفضلة ، لا تقل :
نحن خير أمة إطلاقاً ، هذا كلام لا يقال أبداً ، أنا
لا أريد أن أحطم معنوياتكم ، لا و الله ، لكن أريد أن
أوقظكم ، كفانا مديحاً بأنفسنا ، كفانا تغطية لأخطائنا
، كفانا أن نلقي كل أخطائنا على جهات أخرى ، نحن
المخطئون ، لا تقل : مَن المسؤول ؟ كلكم مسؤولون ، أنت
حينما تقول لابنك وقد طرق الباب طارق فيقول : أبوك في
البيت ؟ تقول له : قل له : لست في البيت ، أقلّ شيء
علمت ابنك الكذب ، وأنت أبوه ، الإنسان الذي يكسب
المال الحرام فيمدح في المجتمع شاطر ، المجتمع ساهم
بتكريس هذا العمل ، الإنسان المنافق الذي يتلون بألف
لون يسمى في المجتمع لبقًا ، المجتمع ساهم بتكريس
النفاق .
14 ـ كيف نواجه العالَم ونحن في هذه
الحال:
يجب أن نصحو من غفلتنا ، يجب أن نصحو من سباتنا ،
ماذا أقول في الجهاد ؟ ننشر الإسلام ، الناس لا
يقتنعون بالإسلام إذا كان المسلمون متخلفين ، لا
يقنعون بالإسلام ، وبأس المسلمين بينهم ، هذه أخبار ما
يجري في العراق وفي العالم ، ما موقفنا ؟ مسلمون ،
مساجد ، ومصاحف ، وصلاة ، كل يوم يوجد مئة قتيل مع
التعذيب يومياً ، هؤلاء مسلمون ؟ كيف تواجه العالم ؟
كيف تريد أن تنشر هذا الدين في العالم الغربي ؟ أنا
لست متشائماً ، لكن أحب الحقيقة المُرة أفضلها ألف
مَرة على الوهم المريح .
15 ـ مع كل هذا فهناك إيجابيات:
أيها الإخوة الكرام ، بطالة ، فقر ، تخلف ، لا أقول
: ليس هناك إيجابيات ، التعميم من العمى ، لكن
الإيجابيات لا تكفي كي ننهض ، حجم الإيجابيات أقل مما
يكفي لأن ننهض كأمة ننشر هذا الدين العظيم .
16 ـ ليس للمسلمين نفوذ في العالم:
بعض ما في الحقائق لا يتمتع العالم الإسلامي إلا
بنفوذ ضئيل جداً في التأثير على السياسات العالمية ،
العالم الإسلامي بكامله ربع سكان الأرض يملكون أضخم
الثروات لا يستطيعون التأثير في السياسة الدولية ، أن
نوقف اجتياح ، أن نوقف حصار اقتصادي ، لا نستطيع ، تحت
سمعنا وبصرنا تنتهك حرية الإنسان ، عشرة آلاف أسير ،
أربعمئة طفل منهم ، وأناس مصابون بأمراض وبيلة من
الأسر ، لا أحد يستطيع أن يقول كلمة أبداً .
إذاً : لا نملك نفوذاً سياسياً نغير القرار الدولي .
17 ـ أكثر النزاعات في العالم في
البلدان الإسلامية:
من أبرز ثلاثين نزاعا محتدما في العالم نزاع كشمير
والهند ، السودان وغرنغ ، ثلاثون نزاعا في العالم
ثمانية وعشرون منها في العالم الإسلامي ، من ثلاثين
نزاعا في الأرض كلها الخمس قارات ثمانية وعشرون منها
في العالم الإسلامي ، في العقود الثلاثة الماضية مات
من المسلمين مليونان ونصف مليون شخص بالحروب ، خبر
البارحة حتى الآن مات من شعب العراق ستمئة ألف إنسان
حتى الآن ، الحرب الثانية ، وليس الأولى ، مجموع ضحايا
المسلمين في ثلاثة عقود مليونان ونصف ، ثلثا المسجونين
في العالم من المسلمين ، ثمانين بالمئة من أحكام
الإعدام في العالم في دول إسلامية ، وثمانون بالمئة من
اللاجئين في العالم من المسلمين ، لا تنزعجوا ، هذه
الحقيقة ، إلى متى نحن غافلون ؟
أنا لا أطالبكم إلا بما تستطيعون ، أصلح بيتك ، أتقن
عملك ، كن صادقاً في عملك ، قدم سلعة جيدة ، لا تغش ،
لا تكذب ، لا تحتال ، ربِ أولادك ، اعتنِ بأولادك ،
هذا شيء تستطيعه أنت ، أنا لا أطالب إلا بما تستطيعه ،
أنت مسلم ، وأنت مؤمن ، ساهم بقوة أمتك ، ساهم بتخفيف
متاعبها ، حل بعض مشكلاتها ، كل الدول التي عانت من
انهيار ، وأصبحت دولاً عاجزة تنتمي للعالم الإسلامي ،
أقلّ البلاد في العالم استثماراً في ميدان البحث
العلمي والتقنية وخدمة المعلومات في بلاد المسلمين .
18 ـ خلاصُنا بأيدينا:
الحديث طويل ، والتقرير طويل ، لكن أردت أن أوقظ
النفوس ، نحن لسنا كما تتوهمون ، نحن لسنا أمة مفضلة
عند الله ، نحن كأية أمة متخلفة ، لا شأن لنا عند الله
إطلاقاً إلا بقدر طاعتنا له ، إلا بقدر تعاوننا ، إلا
بقدر تماسكنا ، إلا بقدر إخلاصنا ، إلا بقدر التزامنا
، والكرة في ملعبنا ، وإن تعودوا نعد ، وخلاصنا
بأيدينا ، ولا أكتمكم أننا حينما شارفنا على اليأس
أرسل الله لنا رسالة عملية ، حيث إن قلة قليلة استطاعت
أن تذل كبرياء أقوى جيش في المنطقة ، هذه رسالة من
الله ، أنْ يا عبادي ، أنا موجود ، الأمر بيدي ، فقط
كونوا معي ، وانظروا ماذا سيحصل ، قلة قليلة استطاعت
أن تذل أقوى جيش في المنطقة بكبريائه ، بغطرسته ،
بعناده ، بسلاحه الجوي ، بمدرعاته ، إذا كان الله معك
فمن عليك ؟ إياكم أن تقنطوا من رحمة الله ، خلاصكم
بأيديكم .
خلاصنا ليس بقرار من أمريكا ، ولا بقرار من إسرائيل ،
ولا بقرار من حكامنا ، خلاصنا منا نحن ، هذه البنية
التحتية ، هذا الإنسان العادي إذا أخلص لله ، وتاب
إليه ، وأتقن عمله ، وربى أولاده ، أنت كذا ، وأنت كذا
، يكون هناك قاعدة صلبة منها يبدأ التقدم والنمو .
19 ـ هذه هي صورتنا في الإعلام
الغربي!!!:
سامحوني ، لعلي قسوت في هذه الإحصاءات ، ولكنها عين
الحقيقة و الله ، ماذا أقول في الجهاد ؟ نريد أن ننشر
الإسلام ، ونحن مفضوحون أمام العالم ، ولاسيما في هذا
التواصل الإعلامي ، يقتل بعضنا بعضاً ، والإعلام
الغربي بارع جداً في تشويه صورتنا ، نصور عند الغربيين
وحوش ، جهلاء ، متخلفون ، قتلة ، إرهابيون ، لذلك
يبيحون لأنفسهم إبادتنا .
20 ـ طريق الاستفزاز:
دققوا ، لقد جاؤوا بامرأة في كنيسة خطبت خطبة
الجمعة ، وأمّت في الصلاة ، كان هناك خمسون مصليا ،
وخمسون مندوب وكالة صحفية إخبارية ، إنه استفزاز ، ثم
دنسوا المصحف ، ثم شوهوا صورة النبي ، ثم جاء ( البابا
) بتصريحاته الأخيرة ، ثم عادوا بالدانمرك ، وأعادوا
صور رسول الله مرة ثانية ، وطّنوا أنفسكم أن كل عشرين
يوماً استفزاز ، لأننا ضعاف ، لكن حينما نتعاون ،
ونتماسك ، ونصمم على أن نقف صفاً واحداً كانوا لا
يعدون ولا رقمًا إن أرادوا مهاجمتنا ، الآن يعدون
للعشرة ، لاحتمال أن نضربهم ، هذا التطور الجديد لم
يكن من قبل ، لو تابعنا الإعداد والقوة والتلاحم فيما
بيننا ، والتعاون والتعاضد لعل ما سيكون وفق قوله
تعالى :
(إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ
فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ
وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ)
[سورة النساء :104]
21 ـ هناك تغيُّر في موازين القوى يجب
استغلاله بالتوبة والعمل الصالح:
آخر تجربة للمسلمين مع العدو الصهيوني تؤكد أن الله
موجود ، وأن الأمر بيده ، وأنه بيده موازين القوى
والمعادلات ، كله بيد الله عز وجل ، فاصطلح مع الله ،
أنب إليه نحن في رمضان ، اعقد توبة نصوحا ، احمل هم
المسلمين ، علم أولادك ، ربِ أولادك ، ماذا أقول ؟
الحل بأيدينا ، بأيدينا فقط ، بأيدينا نحن البنية
التحتية فقط ، المسلم حينما يصدق يكون قوياً ،
واستقيموا يستقم لكم ، والأمثلة لا تعد ولا تحصى .
والحمد الله
رب العالمين
0 التعليقات: